سيدي حمزة بن العباس
شيخ الطريقة القادرية البودشيشية
× هو الإمام الهمام الفاضل، العالم العامل، العارف الراسخ الواصل، شيخ الطريقة ومنار الحقيقة، الشريف القادري الحسيني، سليل أهل الصلاح والولاية، وسبط رجالات الجهاد و الهداية سيدي أبو جمال حمزة بن الحاج العباس بن المختار القادري البودشيشي.
× ولد رضي الله عنه سنة 1922بقرية مداغ من إقليم بركان.حفظ القرآن الكريم وتلقى علوم الشريعة الغراء بزاوية أسرته العريقة أولا: فأخذ علوم الفقه و اللغة والنحو عن الفقيه العلامة سيدي أبي الشتاء الجامعي، والفقيه العلامة سيدي محمد بن عبد الصمد التجكاني، والفقيه العلامة سيدي علي العروسي اليزناسني والفقيه العلامة الحاج حميد الدرعي.
× ثم تابع أرضاه الله التحصيل والتكوين بمدينة وجدة في المعهد الإسلامي، التابع لنظام جامعة القرويين يومئذ، وأخذ فيه عن أعلام منهم سيدي أبو بكر بن زكري، ناظر الأحباس، وسيدي عبد السلام المكناسي وسيدي محمد بن ابراهيم اليزناسني وسيدي محمد الفيلالي وسيدي الحبيب سيناصر.
× وبزاوية أسلافه الكرام ثانية، يزداد نجمه، رضي الله عنه، في سماء العلم، وذلك سنة 1940م تحت إشراف العلامة المحقق سيدي محمد الكبداني، فيضطلع العالم اليافع بمهمة التدريس والتذكير خاصة في علوم النحو والفقه والسيرة النبوية.
× في سنة 1942م ينتظم مع والده الجليل في سلوك طريق التربية و التحقيق على يد الولي الكبير، العارف الكامل، الشيخ سيدي أبي مدين بن المنور القادري البودشيشي.
× -وسند الشيخ أبي مدين في الطريقة القادرية يتشكل من أهل بيته الصالحين،خلفا عن سلف مع عناية بعضهم بالاستفادة من باقي صلحاء زمانهم والتشرف إلى أولياء أوانهم كما هو الشأن بالنسبة للشيخ أبي مدين الذي أخذ عن ولي الله تعالى سيدي المهدي بلعريان وولي الله تعالى محمد_فتحا_لحلو الفاسي .
× وكان عمدة الشيخ أبو مدين في طريق التصوف خاصة، (حسب ما ذكر في الجزء الخامس من "معلمة المغرب")هو ابن عمه المجاهد سيدي المختار المتوفى سنة 1914م وهو جد سيدي حمزة لأبيه وقد أخذ سيدي المختار عن والده الشيخ الحاج محيي الدين،عن الحاج المختار عن الشيخ المختار-الأول-عن سيدي محمد-فتحا-عن سيدي علي بن أبي دشيش،عن سيدي محمد،عن سيدي محمد_ثلاثة محمدين على التوالي-عن الشيخ أبي دخيل، عن سيدي الحسن،عن سيدي شعيب،عن سيدي علي،عن سيدي عبد القادر،عن سيدي محمد،عن سيدي محمد، محمدان اثنان، عن سيدي عبد الرزاق- الثاني-عن سيدي إسماعيل، عن الشيخ الرزاق- الأول-عن والده الشيخ الأكبر سيدي محيي الدين الجلاني، بسنده إلى مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
× ولما انتقل الشيخ أبو مدين إلى دار البقاء سنة 1955م، قام الولي الرباني العارف المأذون، سيدي الحاج العباس بن سيدي المختار بمهمة التربية والإرشاد، والنصح في الله لأهل السلوك والاجتهاد، إلى أن التحق بالرفيق الأعلى يوم الثلاثاء ثاني فبراير 1972م فآلت الدلالة على الله من بعده للملهم بإذن الله و رسوله سيدي حمزة بن العباس صرح بها سيدي الحاج العباس في وصية له قبل وفاته رحمه الله، فأعاد الله به للتصوف مجده وعزته، وأحيا به طريقه وحقيقته.
× ولازال حفظه لله، إلى أيام الإسعاد هذه قائما الله بالله، راجيا من تحمل عبئ الدعوة إلى الله للفوز برضى الله .
بارك الله تعالى للمسلمين في حياته، ونفع المريدين المتوجهين بهمته و إشارته وأبقى الله في عقبه كامل انواره وبركاته ، وجعلنا حملة صدق و حق في صحائف حسناته. إنه سبحانه و تعالى ولي التوفيق، والحمد لله رب العالمين.
وصية الشيخ سيدي العباس لسيدي حمزة القادري بودشيش
هذه وصية من الفقير إلى مولاه الغني به، الحاج العباس بن سيدي المختار القادري البوتشيشي، شيخ الطريقة القادرية البوتشيشية، و الساكن بزاوية مداغ العامرة، أوصى بها في حياته و ذلك ليؤدي بها ما عليه من أمانة طُوِق بها، و ليبلغها للناس بقصد أن يخرج من عبء مسؤوليتها، كما يؤدي معها شهادة لله تعالى: يقسم بالله العلي القدير أنها حق و صدق. مضمنها أن الحاج العباس القادري البوتشيشي يشهد أنه تلقى إذنا كريما من الحضرتين حقيقيا نورانيا لا شك فيه و لا ريب، محتواه أن الله سبحانه و تعالى قد أعطاه سر الاسم المفرد، و أكرم طريقته بالحال و العلم و الصلاح، و أمره بأن يصدع بأمر ربه، و بهداية خلقه إلى طريق الحق و الرشاد و وعده بالنصر و التمكين، و ظهور بهذا الحق في الشرق و الغرب. و أحاطه علما في هذا الإذن المبارك بأن وارث سره و خليفته من بعده - مع العلم بأن الموت و الحياة بإذن الله، و أن العبد لا يدري متى يباغته أجله هو ابنه البار الحاج حمزة بدون معارض و منازع، و بأن هذه الطريقة ستنتشر في عهده انتشارا واسعا و سيقوى سرها و يعم علمها و صلاحها. لذلك كله كان من الواجب على الموصي الحاج العباس أن يوصي المريدين خاصة، و المسلمين عامة أن يتمسكوا بهذا الحق، و أن يسيروا على ضوء هذه الوصية الرشيدة فينفذوا محتوياتها معتصمين بحبل الله المتين، متعاضدين متآخين، سالكين الصراط المستقيم. كما يوصي ابنه الحاج حمزة أن يهتدي بهدي الإسلام و يسير على ضوء تعاليمه السامية. و أن يكون ناصرا للحق، ساعيا جهده في جمع كلمة المسلمين متفقدا لأحوال المريدين، أنى كانوا، شفوقا عطوفا عليهم، محترما للعلماء ورثة الأنبياء، مقتديا بهديهم، مؤيدا لهم في كل ما فيه صلاح المسلمين. كما أوصيه بأن يصل قرابته و يواسيهم و يكون خير معين لهم. فهذه هي وصية الحاج العباس القادري البوتشيشي فمن عمل بها فقد وفى بالعهد وأجره على الله تعالى، و من نقض العهد فحسبه الله تعالى و هو نعم المولى و نعم النصير. كتبها خادم الفقراء و راجي رحمة ربه يحيى بن محمد العتيقي مدير مدرسة سيدي مزيان بوجدة بعد أن سمعها من شيخه رضي الله عنه و أرضاه، و بعد أن قرأها عليه ووافق عليها، و قد وقع إمضاءه الشريف عليها. نسأل الله تعالى أن يوفقنا و يلهمنا رشده و يهدينا إلى صراطه القويم. آمين و الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على آله و صحبه أجمعين.
و حرر بوجدة بتاريخ 13 ذي القعدة سنة 1387 هـ الموافق 19 فبراير سنة 1968م
إمضاء الحاج العباس القادري البوتشيشي شيخ الطريقة القادرية البوتشيشية كان الله له : العباس بن المختار
اطلع عليه لتحقيق إمضاء السيد الحاج العباس القادري البوتشيشي شيخ الطريقة القادرية البوتشيشية والساكن بدوار أولاد العامري جماعة مذاغ. الموضوع قبلته امامنا والسلام
السعيدية في 3 أبريل سنة 1968
طابع بداخله: قائد قبيلة طريفة
إمضاء: القادري محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق