آفة الغفلة
الغفلة هي انطماس القلب عن إدراك معنى الذكر ؛أو هي انغلاق باب القلب عن الإستجابة لواردات الرب؛أو هي عمى البصيرة عن رؤية لطائف المعنى ؛وهي نوعان:
غفلة مطلقة:وهي فقدان الموجه الباطني نحو الحق؛وسميت هذه الغفلة بالران؛قال تعالى( كَلاَّ بَلْ رَانَ على قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).
غفلة نسبية:وهي فقدان الحضور مع الله بحيث يتشتت فكر المرء الروحي ويسهو القلب عن المعاني الروحية السامية.وتعد الغفلة بقسميها من الأمور المنهي عليها في الإسلام؛قال تعالى : (وَاذْكُرْ رَبَّكَ في نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وخِفَةً وَدُونَ الجَهْرِ مِنَ القَوْلِ بِالغُدُوِّ والآصَالِ ولاَ تَكُنْ مِنَ الغَافِلِينَ ).والنهي هنا موجه لرسول الله صلى الله عليه وسلم (ولاَ تَكُنْ مِنَ الغَافِلِينَ ) وهو بالأحرى ملزم لأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛إذ حاشا لقلب ينزل عليه الوحي؛ولا ينام وإن نامت عينا صاحبه أن يغفل عن الله طرفة عين.وقد أتى النهي عنها أيضا في صورة نقض العهد الذي أعطته الأرواح في عالم الميثاق؛ قال تعالى:( وَإِذْ أَخَدَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَاتِهِمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ القِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ).فكان من ضمن بنود هذا العهد والميثاق عدم الغفلة عن ربوبية الحق وعن أهوليته ؛وبالتالي فالغفلة عن الله هي نقض لعهد قديم التزمت به الأرواح مع الحق لكي يبقى لسان حالها قائلا << بلى >> في حياتها الدنيوية حتى تلقاه.......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق