الغاية من الإذن في الذكر
إن الهدف من البحث عن الموجه المربي الذي يأذن في الذكر هو الإستعانة به على قهر النفس الرافضة للقيام بهذا العمل ؛أو الباحثة عن الحظوظ والمقاصد الدنيئة في ذكرها ؛ثم إن صفة التذكير التي يختص بها الشيخ المربي تعطيه من البصيرة النافذة ومعرفة أحوال النفس ما يؤهله لكي يأمر مريده بذكر ورد أو صيغة معينة لما يدركه فيها من أنوار وأسرار تعين المريد الذاكر؛أو المسلم الباحث من هذا العمل على تحقيق مقصده من الذكر؛هو إخلاص العبودية ؛ولا ننفي إمكانية الأجر والثواب التي يحصلها الذاكر دون إذن ؛ولكن إمتطاء سفينة الذكر وبراق هذا العمل للمعراج نحو كمالات المعرفة ودقائق الأسرار يعتبر أمرا مستحيلا دون مذكر؛لأن المرء لا يعرف مخاطر الطريق وتلونات النفس في الذكر .ويمكن بالإضافة إلى هذه الإشارة إلى غايات أخرى نذكر منها :معرفة الكثرة المطلوبة شرعا؛إذ ما هو المقياس الذي يستطيع الإنسان بنفسه أن يحدده ليقيس به كثرة الذكر ؛ولذا فإن صاحبه المذكر بالله له من البصيرة والفراسة الربانية ما يجعله يعطي للمريد على قدر طاقته ويحقق له معنى الكثرة هذه؛ثم يجنبه هو أيضا خطر << قلة الذكر >> حتى لا يسقط في بؤرة النفاق ؛أما هو لوحده فيصعب عليه معرفة القلة هاته؛إذ قد يتمتم بعض الوقت بألفاظ مأثورة ثم يظن خطأ أنه أكثر الذكر وهو واهم....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق